حياة الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود مليئة بقصص الوفاء، حيث ذكر الكاتب المصري محي الدين رضا في كتابه “طويل العمر الملك عبدالعزيز آل سعود” قصة الملك المؤسس مع ثائر عراقي يدعى رشيد عالي الكيلاني.
وأضاف رضا في كتابه الذي يؤرخ فيه لحياة الملك المؤسس، أن “الكيلاني” فرّ من العراق نحو المملكة، بعد فشل ثورته على البريطانيين، ونزول القوات البريطانية في مدينة البصرة، وتوجهها نحو العاصمة بغداد.
وأوضح أنه كان مطلوباً لدى الحكومتين العراقية والبريطانية، فقد تخفى “الكيلاني” مع أربعة من البدو السوريين في محاولة لاجتياز الحدود إلى المملكة.
وتابع قائلا : في أثناء محاولة الكيلاني عبور الحدود مع رفاقه استوقفهم مفتش الحدود الغربية، وطلب منهم الكشف عن شخصياتهم، ووجهتهم، والغرض من رحلتهم، فعرفوه بأنفسهم كونهم وفداً سورياً يريد التشرف بالسلام على المؤسس، ومقابلته لغرض خاص، ما دعا المفتش لسؤالهم عن أوراقهم الثبوتية.
وفي تفاصيل الواقعة : أنهم أجابوه بأنهم لا يحملوا أية أوراق، وأمام إصرار الوفد على مقابلة الملك، لم يكن أمامه سوى الاتصال بالقصر الملكي في الرياض، ورفع الأمر للملك، فأصدر المؤسس أمراً بالسماح لهم بالدخول، واصطحابهم إلى قصره لمقابلته.
ويضيف المؤرخ المصري: “عندما وصل الوفد إلى القصر، قابلهم الملك شخصياً، واستفسر منهم عن هويتهم، فباحوا له بالسر، وأنهم ليسوا وفداً سورياً، بل مجموعة من عرب سوريا البسطاء، وأنهم اصطحبوا الثائر العراقي رشيد الكيلاني الذي طلب من الملك الغوث واللجوء خوفاً على حياته في حال العودة إلى العراق.
وأكد أنه على الفور أمر الملك باستضافة “الكيلاني” في السعودية معززاً مكرما.
وفي نهاية الواقعة أنه فور علم السلطات العراقية بقصة لجوء “الكيلاني” إلى المملكة، أرسلت إلى الملك المؤسس برسول خاص يطلب تسليم الثائر العراقي، إلا أن الملك رفض بشدة، قائلاً: “لقد جاءني رشيد عالي مستجيراً من أعدائه، وهو عربي يستجير بعربي، وأنا أفضل شنق واحد من أبنائي على تسليمه إلى حبل المشنقة”، حيث كانت كلمة الملك المؤسس عنوانا على وفاء القيادة الرشيدة، وأنها الأمن والملاذ لمن يطلب نجدتها.