قُضي الأمر، واتُّخذ القرار، وعلى الجميع أن يستعد للمرحلة المقبلة، فالمملكة على أعتاب عهد جديد من الازدهار والتنمية المستدامة، التي تنقلها من “العالم الثالث”، وهي تسمية مؤدبة لعالم متخلف، إلى “العالم الأول” الذي هو قائم على اقتصاد المعرفة، ويتمتع أفراده بكل أنواع الرفاهية والتقدم العلمي فضلًا عن التفكير المنطقي، ومن يريد أن يتأكد عليه أن يقارن بين مشهدين للمملكة؛ الأول قبل رؤية 2030 والثاني بعدها، ويحصر الإنجازات المتلاحقة التي حققتها البلاد في أكثر من ثلاث سنوات مضت.
لستُ هنا للحديث عن الرؤية في حد ذاتها وإنجازاتها وتطلعاتها، فهي كثيرة جدًّا، ويعلمها الجميع في الداخل والخارج، ولكن أنا هنا للحديث عن مضمون سؤال مهم وملح “كيف ستكون المملكة لو لم تكن هناك رؤية 2030؟”، طرحت السؤال على نفسي، ووجدتني أشعر بنوع من الخوف والقلق على مستقبل هذه البلاد لمجرد أن تخيلت مملكتنا بدون رؤية واضحة المعالم، تستشرف المستقبل، وتحدد الأولويات، وتنسق الجهود، وتحدد بوصلة العمل؛ من أين نبدأ وإلى أين ننتهي، للوصول إلى كل ما نحلم به ونسعى إليه، ودعوني أكون أكثر صراحة إذا قلت إن الرؤية أنقذت المملكة من مشكلات كثيرة وتحديات أكثر، كانت تتربص بالبلاد، هذه المشكلات والتحديات كانت نتاجًا طبيعيًّا للتحولات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في العالم من حولنا.